Friday, January 27, 2012

أصل الأوس والخزرج وخزاعة


روى البلاذرى فى فتوح البلدان

قال‏:‏ لما هدم بخنصر بيت المقدس وأجلى وسبى من سبى من بني إسرائيل لحق قوم منهم بناحية الحجاز فنزلوا وادي القرى وتيماء
ويثرب وكان بيثرب قوم من جرهم وبقية من العماليق قد اتخذوا النخل والزرع فأقاموا معهم وخالطوهم فلم يزالوا يكثرون وتقل جرهم والعماليق حتى نفوهم عن يثرب واستولوا عليها وصارت عمارتها ومراعيها لهم فمكثوا على ذلك ما شاء الله ثم إن من كان باليمن من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بغوا وطغوا وكفروا نعمة ربهم فيما آتاهم من الخصب ورفاغة العيش فخلق الله جرذانا جعلت تنقب سدا كان لهم بين جبلين فيه أنابيب يفتحونها إذا شاؤا فيأتيهم الماء منها على قدر حاجتهم وإرادتهم‏.‏ 
والسد العرم فلم تزل تلك الجرذان تعمل في ذلك العرم حتى خرقته‏.‏ 
فأغرق الله تعالى جناتهم وذهب بأشجارهم وأبدلهم خمطًا وأثلا وشيئا من سدر قليلا ‏.‏ 
فلما رأى ذلك مزيقيا - وهو عمرو بن عامر - باع كل شيء له من عقار وماشية وغير ذلك ودعا الأزد حتى صاروا معه إلى بلاد عك  أقاموا بها‏.‏  فلما رأت عك غلبة الأزد على أجود مواضعهم غمها ذلك‏.‏ 
فقالت للأزد‏:‏ انتقلوا عنا‏.‏ 
فقام رجل من الأزد يقال له جذع فوثب بطائفة منهم فقتلهم ونشبت الحرب بين الأزد وعك فانهزمت الأزد ثم عرت فقال جذع في ذلك‏:‏ سيعلمون أينا أرك وكانت الأزد نزلت بماء يقال له غسان فسموا بذلك‏.‏ 
ثم إن الأزد سارت حتى انتهت إلى بلاد حكم بن سعد العشيرة بن مالك القحطانى فقاتلوهم‏.‏ 
فظهرت الأزد على حكم ثم إنه بدا لهم الإنتقال عن بلادهم فانتقلوا وبقيت طائفة منهم معهم‏.‏ 
ثم أتو نجران فحاربهم أهلها فنصروا عليهم فأقاموا بنجران ثم رحلوا عنها إلا قوما منهم تخلفوا بها لأسباب دعتهم إلى ذلك فأتوا مكة وأهلها جرهم فنزلوا بطن مر وسأل ثعلبة بن عمرو مزيقيا جرهم أن يعطوهم سهل مكة فأبوا فقاتلهم حتى غلب على السهل‏.‏ 
ثم إنه والأزد استوبئوا مكانهم ورأوا شدة العيش به فتفرقوا فأتت طائفة منهم عمان وطائفة السراة وطائفة الأنبار والحيرة وطائفة الشام وأقامت طائفة منهم بمكة‏.‏ 
فقال جذع‏:‏ أكلما صرتم يا معشر الأزد إلى ناحية انخزعت منكم جماعة يوشك أن تكونوا أذنابا في العرب‏.‏ 
فسمى من أقام بمكة خزاعة‏.‏ 
وأتى ثعلبة بن عمرو مزيقيا وولده ومن تبعه يثرب وسكانها اليهود فأقاموا بها خارج المدينة ثم إنهم غنوا وكثروا وعزوا حتى أخرجوا اليهود منها ودخلوها‏.‏ 
فنزلت اليهود خارجها فالأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر وأمهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو ويقال إنها غسانية من الأزد وكانت للأوس والخزرج قبل الإسلام وقائع وأيام تدربوا فيها بالحروب واعتادوا اللقاء حتى شهر بأسهم وعرفت نجدتهم وذكرت شجاعتهم وجل في قلوب العرب أمرهم وهابوا حدهم فامتنعت حوزتهم وعز جارهم

المصدر: فتوح البلدان للبلاذرى

No comments:

Post a Comment